الØمد لله رب العالمين!
لقي النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلم!- من قومه أذى كثيرًا، لأنّ ما كان يدعوهم إليه أمر عظيم (الإسلام). إنّ الÙكرة الإسلاميّة تعني بالضرورة تغييرا شاملا ÙˆØادا ÙÙŠ ثقاÙØ© وأÙكار وأخلاق وسلوك المؤمنين بها، وتغييرا ÙÙŠ النظام الاجتماعي والسياسي ومن ثم الاقتصادي، لا مجرد تغيير ÙÙŠ شكل أو اسم الإله المعبود؛ Ùكان أهل مكة -وهم أيضا أهل النبي Ù…Øمد- هم أوّل من Øاربوا الÙكرة الجديدة الوليدة ÙÙŠ مهدها، ÙˆØاربوا النبي Ù…Øمدًا بالتبعيّة. أراد النبي Ù…Øمد أن يعدد الجهات والÙئات من البشر التي يدعوها إلى الإسلام؛ Ùاتّجه جنوبا ناØيه الطائÙØŒ وقابل من رجالها ناسا عرض عليهم الإسلام، لكنّهم رÙضوا الÙكرة، ولم يكتÙوا بالرÙض، بل أهانوه إهانة بالغة! Øزن النبي من ذلك Øزنا شديدا؛ Ùكان يتضرع إلى الله باكيا، وكان مما قال “إن لم يكن بك عليّ غضب Ùلا أبالي”ØŒ أو كما قال.
واسَت٠السماء النبي Ù…Øمدًا -صلى الله عليه، وسلم!- Ùيما لاقاه من أذى، بأن أرسلته لزيارة الملأ الأعلى؛ Ùكان لزاما إعداد النبي Ù…Øمد لهذه الرØلة، بما يؤهله لإدراك أمور أعلى من قدرته على الإدراك؛ Ùملأ الله قلبه إيمانا.
نظر، أبصر، شاهد، أدرك، رأى
هناك مشكله ظهرت مؤخرا على الساØØ© اللّغوية العربيّة، هي تÙسير معاني الكلمات السابقة. إنّ المشكلة تكمن ÙÙŠ Ù…Ùهوم ومعنى كلمة “رأى”. البعض ÙŠÙهمها بمعنى “أبصر” أو “شاهد”. وأؤكد أن معناها الخبرة المكتسبة من تÙاعل سابق، ومنها الرأي. وتكتسب الخبرة نتيجة استعمال وسائل الإدراك، كتØقق السمع، أو وقوع النظر على الأشياء والأØداث، ومن ثم البصر بها وإدراكها ÙˆÙهمها، وإن كانت هذه الأشياء متØركة تكون مشاهدة، ثم يكون التÙاعل مع هذه الأشياء أو الأØداث، ونتيجة لهذا التÙاعل تنتج الخبرة والدراية والوعي. ومن الممكن أن تكتسب الخبرة عن طريق آخر غير النظر والبصر والمشاهدة؛ Ùقد تكتسب الخبرة عن طرق السماع، ومن الممكن والنادر أن تكون الخبرة عن طرق أخرى، والله أعلم!
وتظهر مشكلة بشريّة يعاني منها الكثيرون، هي كذب وسيلة الإدراك، بمعنى خطئها ÙÙŠ Ùهم واØتواء الموجودات والمشاهدات، لعيب Ùيها أو ضع٠أو مرض، بØيث إن هذا العيب يجعلها تخطئ ÙÙŠ توصي٠الØالة Ù…ØÙ„ الإدراك؛ Ùيقال مثلا: كذبت العين…
ÙˆÙÙŠ هذه الØالة (الإسراء والمعراج)ØŒ ساÙر النبي Ù…Øمد إلى الملا الأعلى، Øيث لا زمن، وتÙاعل مع موجودات هناك، ÙˆÙيها تتعطّل الØواس البشريّة الدنيويّة، لأن مجرّد Ù…Øاولة استعمالها -إن جاز لها ذلك- يعني Ùناءها وتلاشيها، وقبل أن نرهق عقولنا بإيجاد الوسيلة التي أدرك بها النبي الموجودات العلويّة ذكر الله الÙؤاد -الÙؤاد هو القلب أو العقل- وتجنب ÙÙŠ الآية الكريمة ذكر القلب لأنّه متقلّب. ذكر الÙؤاد لأنّه Ù…ØÙ„ Øصول الÙائدة، وأكّد ÙƒÙاية Ùؤاد النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلّم!- Ù„Ùهم وإدراك واØتواء الأØداث والموجودات التي تÙاعل معها -ومن ثمّ رآها- وهو ÙÙŠ ضياÙØ© الملأ الأعلى، بقوله -تعالى!-: “ما كذب الÙؤاد”. وأؤكّد أنّ كلمة “رأى”ØŒ ÙÙŠ الآية تعني “تÙاعلَ”ØŒ Ùˆ”تعاملَ”ØŒ لا “أبصرَ”ØŒ Ùˆ”شاهدَ”ØŒ وأنّها تعود على النبي Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلّم!- لا الÙؤاد، أي: يا أيّها المؤمنون، ثقوا بأنّ Ùؤاد النبي Ù…Øمد لم يكذب عليه ÙÙŠ إدراك الأØداث التي رآها ÙÙŠ إسرائه ومعراجه وذكرها لكم،
والله أعلم!